لا نريد الكمال ولكن نريد قلوباً تصحو عند الخطًأ

تتزاحم أخبار الفساد الإداري و المالي و الصحي و الإعلامي و الاجتماعي على صفحات الصحف في كل يوم .. حتى بات وجود هذه المواضيع صفه أساسيه لا تخلو منها أي صحيفة من الصحف اليومية أو الأسبوعية .. و أمسى قراءة هذه العواميد شر لابد منه

و هنا يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم ماذا بعد النشر ماذا بعد قراءه هذه الإخبار ... ماذا بعد الشعور بالحسرة على ما آلت إليه الأوضاع في الكويت .. للأسف لا شيء .. فقراءه هذه العناوين و الأحداث تعني انه مازال هناك المزيد من أخبار الفساد بطريقها إلينا و المزيد من أدويه الضغط و القلب ستصرف لكل غيور على هذه الأرض .. وانه ما قراناه اليوم سنقرؤه غدا كما سبق لنا و أن قراناه بالأمس .. بتسلسل للأحداث لا يزيد القلب إلا حزنا على حال دره الخليج

نحن لا نريد الكمال.. فلسنا بالمدينة الفاضلة .. و لكن يحق لنا السعي له .. وهو حق مشروع للكل .. نستطيع تحقيقه بخطوات بسيطة تخلصنا من تصدر أخبار فنون الفساد الصفحات الرئيسية للصحف... فعن طريق وجود الشخص المناسب بالمكان المناسب .. نحل الكثير من القضايا المتعلقة بعدم الإلمام بالمشاكل والتبعات المترتبة عليها و الناتج من عدم وجود الخبرة ...

كما أن وجود ضمير صاحي بين جنبات القلب .. يساهم في إبقاء القلب متيقظا حيال ما يجري حوله .. فالقلب هو المحرك الأساسي للجسد .. فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم.. (في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسم كله وإذا فسدت فسد الجسم كله ). المضغة هنا المقصود بها الغُدّة التي تعطي القلب نبضه. لو هذا النبض صحيح فهذا يعني ان الإنسان يملك ضمير متيقظ يستشعر الخطأ قبل وقوعه و يسعى لإصلاحه في حال وقع

في هذا الوقت جل ما نرجوه هو أن يكف أصحاب القرار سواء كانوا من الحكومة أو المجلس عن ادعاء الكمال في الأماكن التي يشغلونها .. فنحن لا نطلب الكمال .. يكفينا وجود القلب السليم و السريرة الصافية و القدرة على الاعتراف بالخطأ و تقويمه في حال حدوثه .. عندها اعتقد أننا لن نرى أخبار الفساد الإداري و سيحل بدلا عنها أخبار التطوير و التنمية التي احتل الفساد مكانها بغير وجه حق