صدى الصمت

للصمت صدى لا يسمعه إلا من يتشح به يتردد هذا الصدى في مساحات الصدر و بين حجابه الحاجر ليحجب الكلمات و يمنعها من الظهور على الملأ.. عندما نختار الصمت في بعض المواقف و نتألم من تردد صداه القوي في أنفسنا يكون ذلك إما رغبتا منا بعدم التدخل و أن ما يحدث لا يعنينا من قريب أو بعيد و قد يكون من صميم اهتماماتنا ولكنا نختار الصمت مع علمنا المسبق أن هناك من سيفسره على انه ضعف أو عدم اكتراث و مع هذا لا نبالي ..فمشاكلنا تكفينا ولسنا بحاجه إلى كلمه تزيد الطين بله و تقلب الأمور رأسا على عقب و تحملنا مسؤولية ما سيؤول إليه الموقف ....و في أحيان نختار الصمت ترفعا منا عن الرد.. فمجادله الأحمق لا تسمن ولا تغني من جوع ففي موقف كهذا يكون الصمت ابلغ من الكلام..

مع إن هذه المواقف تولد الكثير من الكلمات التي نختار أن يتردد صداها بداخلنا بدلا من أن تخرج و تكون السبب بعدم تفريق الناس بين من الأحمق فينا .. و أحيانا يكون الصمت بسبب هول الموقف و ما أصعب هذا النوع من الصمت و ما أقوى تردد صداه حتى يكاد يفجر الشرايين و يتجاوز الحجاب الحاجر.. ما أصعب أن نوضع في مواقف تخوننا بها ألسنتنا و تتخلى عن دورها بالكلام و تترك الصدى تائه في نفوسنا يؤلمها و يمزقها الأنه قوي بقوه الموقف و نحن ضعاف بخيانة ألسنتنا ..

أحيانا نختار الصمت كنوع من الغموض و الأثاره .. فالإنسان الصامت غالبا ما يكون مثير للجدل حول سبب صمته و ما إذا كان لسانه قادر على النطق بجمله مكتملة بدلا من الكلمات المتقاطعة التي يجود بها على محدثه بين الفينة و الأخرى..

تتعدد الأسباب و يبقى الصمت واحد.. يختلف صداه باختلاف السطح الذي يلامسه .. فالمعروف عن الصدى ان قوته مرتبطة بقوه السطح الذي يلامسه .. لذلك فقوه ملامسه هذا الصدى للعقل تختلف عن ملامسته للقلب و لكن تنعدم قوه هذا الصدى على النفس المستترة بالصمت إذا ما نظرة إليه على انه مجرد ظاهره علميه مجرده من كل المشاعر و الأحاسيس .. و يحدث ذلك في حاله واحده و هي موت الإحساس